العمارة الخضراء هي إحدى الحلول المقترحة لمواجهة تفاقم آثار التغير المناخي، الناتج من ملوثات البيئة المتزايدة، والذي أصبح يهدد الكرة الأرضية بأكملها.
لذا توجه اهتمام معظم الاختصاصات إلى مفهوم الاستدامة الذى يسعى إلى تقليل الضرر المُلحق بالبيئة والمحافظة على مواردها.
فالعمارة المستدامة لم تعد ترفًا أو اختيارًا، بل هي حق للجيل الحالي و ضمانًا لحق الجيل القادم حيث أنها تحافظ على البيئة و موارد الكرة الأرضية و تحد من هدر الطاقة والمياه.
ما المقصود بالعمارة الخضراء؟!
يعتقد الكثيرون أنه بمجرد استخدام أسطح خضراء ووضع ألواح شمسية على سطح مبنى يصبح لدينا مبنى أخضر، لكن مفهوم البناء الأخضر أوسع من ذلك بكثير.
فما الذي يجعل البناء أخضر؟!!
هناك العديد من المفاهيم و التعريفات التي وضعت في هذا المجال، نذكر منها:
- أن العمارة الخضراء تعد أحد الإتجاهات الحديثة في الفكر المعماري، الذي يهتم بالعلاقة بين المبنى وبيئته، انطلاقًا من التفكير في المبنى كنظام بيئي مصغر يتفاعل ويتداخل مع النظام البيئي الأكبر.
- وهي كذلك: عملية تصميم المباني بأسلوب يحترم البيئة مع الأخذ في الاعتبار تقليل استهلاك الطاقة والموارد مع تقليل تأثيرات الإنشاء والاستعمال على البيئة مع تعظيم الانسجام مع الطبيعة.
ما الفرق بين العمارة الخضراء والعمارة المستدامة؟
العمارة الخضراء هي نفسها العمارة المستدامة ولا يوجد فرق بينهما ولهما نفس المفهوم، وهي نظام تصميم المباني بطريقة تحترم البيئة ولا تستنزف الموارد الطبيعية، مما يعني تصميم مباني تستهلك موارد طبيعية مثل الماء والطاقة بشكل أقل من الطبيعي، كما تهدف إلى تقليل الآثار السلبية على صحة شاغلي البناء والطبيعة المحيطة بهم.
ما هي أسباب ظهور فكرة العمارة الخضراء؟!
العمارة الخضراء مفهوم قد يبدو جديد، ولكن هل هو بالفعل جديد على العمارة أم هو مفهوم قديم تم تطويره؟ وماهي الأسباب التي أدت إلى ظهوره؟
هذا ما ستعرفه في السطور القادمة.
أصبحت العمارة الخضراء في عصرنا الحالي مطلبًا رئيسيًا وليس نوعًا من الترف والرفاهية، وخصوصًا بعد أن وصلت البشرية لمرحلة حرجة في تطوير الثقافة الإنسانية فيما يتعلق بالبيئة وتغيُر المناخ، حيث بدأت هذه التغيرات بالفعل بالتأثير السلبي على سلوكيات الإنسان، ومن هذه التأثيرات ما تحدثه المباني من إضرار بالبيئة وبالمستخدمين لها.
تجسدت هذه الأضرار فى:-
- الإسراف في إستخدام الطاقة واستنزاف الموارد الطبيعية.
- تلويث البيئة وتدمير النظام البيئي.
- التأثير السلبي على صحة الإنسان.
ما هي مراحل تطور فكرة العمارة الخضراء؟!
ذُكِر تعبير “التنمية المستدامة” (Sustainable Development) للمرة الأولى، في وثيقة عالمية باسم “الإستراتيجية العالمية لصون الموارد الطبيعية”، التي صدرت عام 1980، إذ أخذت هذه التنمية في اعتبارها البعد الزمني وحق الأجيال المقبلة في التمتع بالموارد والثروات الطبيعية.
على الرغم من أن مصطلح العمارة الخضراء أو المباني الخضراء يبدو جديدًا إلي حدٍ ما إلا أن جذور هذا الفكر الأخضر وتطبيقاته ليست بجديدة، بل إنها قديمة قِدم الإنسان الذي كان يسعى دائمًا للتعايش مع بيئته والتكامل معها، بل ويمكن ملاحظته أيضًا في مأوى الكائنات الحية الأخرى.
فعلى سبيل المثال: نلاحظ أن النمل يبني بيوتًا تتوفر داخلها الرطوبة والدفء، مستخدمًا في ذلك الطين الردئ التوصيل للحرارة كمادة بناء، كما يختار موقع المسكن على منحدرات كثبان الرمل أو أكمة عالية بحيث لاتغمره مياه الأمطار أو الفيضان.
بينما نرى الأرانب البرية في البلاد الباردة تختار فتحات ومداخل بيوتها كلها إلي الجنوب، لكي تتلقى أكبر قدر ممكن من الإشعاع الشمسي المباشر والذي يأتي في هذا الإتجاه، ولكي لا تنساب إليها الرياح شديدة البرودة.
فهذه الكائنات بفطرتها تبنى بيوتها ومستعمراتها بطرق مناخية سليمة؛ لتعطي للإنسان دروسًا عملية في تطبيق العمارة المستدامة، وقد استفاد الإنسان قديمًا من هذه الدروس في تعامله مع الطبيعة ومحاولاته للتعايش معها والتكيف مع مناخها.
مر الفكر الإنساني بشكل عام والمعماري بشكل خاص – وخاصة من منظور علاقته بالبيئة– بمراحل تطور مختلفة،
بدايةً بإنسان الحقبة الأولى (المعتمد على القوة الجسمانية)؛ والتي أنتجت العمارة المحلية وكان دور البناء ما هو إلا محاولة للتكيف والتأقلم مع العوامل البيئية بالأدوات والمواد المتوفرة في ذلك الوقت بإختلاف أنواع البيئات.
ثم كان إنسان الحقبة الثانية (نتاج عصر الآلة والثورة الصناعية)؛ والتى كان نتاجها العمارة العالمية، وكان مفهوم البناء هو أنه عبارة عن آله للعيش فيها، فتولدت مباني معزولة عن بيئتها معتمدة على تكنولوجيات صناعية تعبر عن قوة العقل البشرى في تحدى وقهر الطبيعة، وكان نتاجها ظهور مشكلات على المستوى النفسي والفسيولوجي والبيولوجي لمستخدمي الفراغ.
وبدأت الحقبة الثالثة (والتي كانت ولادة عصرية لفكر العمارة الخضراء) ؛ حيث بدأ الانتباه لضرورة العودة لمراعاة البيئة والتعايش معها والتأقلم مع ظروفها بصورة مناسبة لعصر التكنولوجيا.
من هم رواد العمارة الخضراء؟
1- وليام ماكدونو، بروس فول، روبرت فوكس من الولايات المتحدة.
2- توماس هيرزوج من ألمانيا.
3- نورمان فوستر، ريتشارد روجرز من بريطانيا.
ما هي مميزات العمارة الخضراء؟!
1. كفاءة الطاقة:
تتضمن مبادئ العمارة الخضراء تدابير مختلفة تشجع على كفاءة الطاقة، حيث يتم ذلك من خلال تصميمات تقلل من استهلاك الطاقة، ففي فصل الشتاء يجب استغلال الشعاع الشمسي أثناء تصميم المبنى وتقليل الحرارة من داخل المبنى.
وفي فصل الصيف يحتاج المبنى للتبريد فيجب العمل على تجنب الإشعاع الشمسي، وتقليل الاكتساب الحراري والعمل على فقد الحرارة من داخل المبنى وتبريد الفراغات الداخلية بالوسائل المعمارية، هنا يستلزم الاعتماد على الطاقة الكهربائية في المكيفات الهوائية، ومن الممكن الاعتماد على الطاقة الطبيعية في توليد طاقة كهربائية من خلال الرياح والشمس والأمطار.
2. انخفاض الأثر البيئي والحفاظ على الخصائص الطبيعية:
ثبت أن مشاريع البناء مسؤولة عن أكثر من (50٪) من الآثار البيئية وتدمير النظم الطبيعية. تساهم مشاريع البناء أيضًا في حوالي (10٪) من إجمالي الاِنبعاثات العالمية كل عام. لذلك فإن أحد مبادئ العمارة الخضراء هو استخدام التصاميم الخضراء؛ لتقليل هذه الآثار البيئية.
على وجه الخصوص هذا المبدأ الأخضر يدور حول منع تدهور الموقع أثناء البناء وإدارة الامتداد والاستخدام الخاضع للرقابة للموارد بالإضافة إلى ضمان أن المباني الموفرة للطاقة تقلل من التأثيرات الكلية على البيئة، كما يساعد التصميم في الحفاظ على الموارد الطبيعية وتحسين جودة المياه والهواء وحماية النظم البيئية وحفظ التنوع البيولوجي.
3. صحة أفضل:
تتجنب شركات البناء صديقة البيئة استخدام المنتجات الثانوية البلاستيكية التي تسبب إطلاق مواد سامة، والتركيز على التحكم في درجة الحرارة الطبيعية والتهوية المناسبة. الغرض من هذا المبدأ هو ضمان جودة البيئات الداخلية. لأن ممكن أن تكون هذه المواد قادرة على إحداث صعوبات بالتنفس وقد تزيد فرص الإصابة بالأمراض.
4. التصميم المستدام:
يجب أن يكون في التصميم تكامل بين البنية الكهربائية، الميكانيكة والهندسة الهيكلية للبناء مع البيئة المحيطة به.
5. التكيف مع المناخ:
أحد مبادئ العمارة المستدامة هو أن يتكيف المبنى المستدام مع المناخ البيئي المحيط به فلا يؤثر عليه سلبًا، ففي اللحظة التي ينتهي فيها البنـاء يصبـح جزءاً من البيئة كشجرة أو حجر.
فإذا استطـاع المبنـى أن يـواجـه الضغـوط والمـشكـلات المناخيـة وفي نفـس الوقـت يستعمـل جميـع الموارد المناخية والطبيعية المتاحة من أجل تحقيق راحة الإنسان داخل المبنى فيمكن أن يطلق على هذا المبنى بأنه متوازن مناخيًا.
6. احترام الموقع:
انطلاقًا من هذا المبدأ يجب ألا يحدث أي تغيير جوهري في معالم الموقع عند إقامة المبنى، وحتى عند إزالته أو تحريكه يعود الموقع إلى حالته السابقة قبل أن يتم تنفيذ البناء .
7. كفاءة استخدام المياه:
تعمل العمارة الخضراء بإلهام البيئة المحيطة لحماية جودة المياه وتقليل استهلاك المياه أو الهدر، حيث أنه جزء من المبادئ المستدامة في البناء الأخضر التي تشجع على الاستخدام الفعال للمياه، كما يضمن مبدأ العمارة الخضراء هذا أن المياه يتم حصادها واستخدامها وتنقيتها وإعادة استخدامها خلال فترة البناء بأكملها.
في الوقت نفسه يضمن التصميم المعماري أنه في دورة حياة المبنى بأكملها لا يدعم الاستخدام الفعال للمياه فحسب بل يحافظ أيضًا على جودة أنظمة المياه المحيطة ويستفيد من آليات إعادة تدوير المياه.
وتتمثل طرق الحفاظ على الماء داخل المباني فيما يلي:-
حتى نصل إلى العمارة الخضراء والمباني صديقة للبيئة لابد أن نرسخ في أذهاننا أن الماء داخل المباني ليس المقصود به، الماء الذي نستعمله في الشرب والطهي والاستحمام فقط، بل يشمل الأمر الماء المستخدم في عملية تجميل المنزل والشلالات وحمامات السباحة وري الحدائق.
فهذا الماء لابد أن يُعاد استخدامه مرة أخرى وهذه العملية تسمى بالمياه الرمادية، وهي الناتجة عن استعمال الحمامات والمطابخ ولها أثر كبير في خفض استهلاك الماء فيما يخص العمارة الخضراء والمباني صديقة البيئة.
يتم تجميع هذه المياه بخزان أرضي ويتم معالجتها وتنقيتها إلى حدٍ كبير باستخدام الرمل والزلط والمرشحات البيولوجية، ثم يعاد استعمالها لري الحدائق أو تستعمل مرة أخرى في صناديق الطرد.
8. كفاءة استخدام الأراضي:
تتعلق كفاءة استخدام الأراضي بالتصاميم المعمارية التي تشجع على التطوير المناسب للموقع من حيث الحفاظ على البيئة المحيطة وإعادة استخدام المواد المحلية الموجودة، وهي تدعو إلى دمج حدائق الأسطح والملاجئ الأرضية والمناظر الطبيعية الواسعة حول المبنى وفي جميع أنحاء المبنى.
كما رأى مصممو الأبنية الخضراء ضرورة في تبديل المواد الصلبة المستخدمة في الأرضيات داخل المنازل والتي تقوم بالتأثير السلبي على البيئة. ورأو أنه هناك بدائل جيدة غير مكلفة وغير مضرة للبيئة في آن واحد. مثل الفلّين وأيضًا لفائف اللينوليوم القديم وهي مصنوعة من الكتان والألياف الطبيعية التي لا يوجد لها تأثير على البيئة.
9. الحدائق والمساحات الخضراء:
يعد أحد المعايير الهامة للمباني الخضراء هو البحث عن أماكن خضراء وبها نباتات تُسقى عن طريق استخدام المياه المُعاد تدويرها. كما تكون هذه النباتات من الأنواع التي لا تحتاج للري بالماء كثيرًا.
10. كفاءة المواد المستخدمة في البناء:
من معايير تصاميم المباني الصديقة للبيئة هي استخدام مواد بناء خضراء، ولعلك تلاحظ أن مباني الحضارات القديمة كانت عناصر بنائها الأساسية من الأحجار والطين والخشب.
ولكي تكون خامات البناء صديقة للبيئة لابد من توافر فيها شرطين أساسيين وهما:
- ألا تكون تستهلك طاقة كبيرة سواء في مرحلة التصنيع أو التركيب أو حتى الصيانة.
- ألا تساعد أو تساهم في زيادة التلوث الداخلي بالمبنى، أي أن تكون من مجموعة مواد البناء والتي يطلق عليها مواد البناء الصحيحة، وهي غالبًا ما تكون مواد البناء الطبيعية.
ترى كفاءة المواد كمبدأ معماري صديق للبيئة أن عمر المبنى يعزز الكفاءة من حيث الصيانة والعمليات، وأن كفاءة الطاقة والحفاظ على الموارد هي الجوانب المدرجة في التصاميم لضمان الكفاءة الشاملة للمواد المستخدة في البناء.
من أمثلة المواد المستخدمة فى العمارة المستدامة ما يلي:
- منتجات معاد تدويرها:
وتستخدم المواد المعاد تدويرها في بناء العمارة الخضراء وذلك بسبب كفائتها. حيث تحتوي المنتجات المعاد تدويرها على الكثير من المواد مثل عزل الورق من الصحف وكذلك الكرتون المعاد تدويره، وأيضًا الأحجار والمعادن المعاد تدويرها.
- المواد المصنعة باستخدام عمليات فعالة من حيث الموارد:
من أمثلة ذلك الخرسانة المستدامة وهي تلك الخرسانة المسلحة بالألياف الزجاجية ورقائق الخشب. وفائدة هذه المواد هي توفير الطاقة فضلا عن تقليل استخدام الموارد المحدودة وكذلك تقليل غازات الاحتباس الحراري.
- مواد مجدددة أو منقذة أو معاد تصنيعها:
هي تلك المواد التي يتم تجديدها أو إنقاذها أو إعادة تصنيعها. وتظهر فائدة هذه المواد في توفير المواد عن طريق جعل المواد المستخدمة من قبل ذات قيمة ويتم الحصول عليها من النفايات ثم تحسينها ومن أمثلة ذلك الأسقف البلاستيكية.
- مواد طبيعية ويطلق عليها المواد الطبيعية المتجددة:
يتم الحصول هل هذه المواد من مصادر مستدامة وهي التي يتم فيها تدوير المواد بشكل مستدام. لأن من أهم ما يميزها كونها متجددة ومتوفرة. ومثالا على ذلك الخشب المعتمد والبلاط الشمسي.
- المواد الموفرة للمياه والطاقة:
المواد الموفرة للمياه تساعد على تقليل كمية الماء المستخدم أثناء عملية البناء، ولا تتوقف عند ذلك فتقلل استخدام الماء أثناء العيش بداخله واستخدامه. فهي مواد مصممة خصيصا لتقليل استهلاك الماء بالإضافة إلى تحسين جودته. وكذلك أيضا المواد الموفرة للطاقة فهي تعمل على تقليل الطاقة المستخدم إلى أقل درجة ممكنة. ومن هذه الأمثلة العوازل الذكية.
- مواد مقاومة للرطوبة:
وهي تلك المواد التي تعيق نمو الملوثات البيولوجية سواء داخل البناء أو حوله. فهذه المواد مصممة على مقاومة الرطوبة بنسبة 100% ولذلك يفضل إدخالها في بناء العمارة الخضراء.
- مواد منخفضة المركبات العضوية المتطايرة:
هي من المواد المحبذ استخدامها في بناء العمارة الخضراء وذلك لأنها تحسن جودة الهواء الداخلي بسبب أنها غير سامة وأقل خطورة على الصحة.
- مواد متاحة محليًا:
استخدام المواد المتاحة محليًا هو جزء لا يتجزء من الهندسة المعمارية. وهذا بسبب تقليلها للتكاليف المستخدمة أولا وأيضًا لتقليلها الأضرار الناتجة عن عملية النقل مثل الاحتباس الحراري والتداخل مع البيئة.
- مواد غير سامة:
المواد الغير سامة مفضلة جدًا في بناء العمارة الخضراء. وذلك لأنها تعمل على زيادة IAQ (Indoor Air Quality) حيث أنه لا يوجد بها عناصر مسرطنة أو مهيجات.
- مواد متينة:
المواد المتينة هي تلك المواد التي تظل محافظة على جودتها دائما. وينصح باستخدمها عند بناء العمارة الخضراء لأنها تقلل عمليات الاستبدال والتي ينتج عنها تكاليف كبيرة جدا. كما أنها لا تحتاج إلى صيانة متكررة، فضلا عن قابليتها لإعادة التدوير والاستخدام.
11. استخدام الطاقة المتجددة:
من بين مبادئ العمارة الخضراء استخدام الطاقة المتجددة، حيث يعمل هذا المبدأ بشكل مثالي لجعل الطاقة المتجددة جزءًا من التصميم المعماري أو ميزة موصى بها للغاية، كما يعد استخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية مثال على تقنيات الطاقة المتجددة التي غالبًا ما يتم تضمينها في تصاميم العمارة الخضراء.
قد يبدو في البداية أن فكرة الطاقة الشمسة مكلفة، ولكنها تعتبر استثمار طويل الأجل تظهر فوائده على المدار البعيد في الفواتير الخاصة بالطاقة الشمسية. ولا يعد الشكل المعروف للطاقة الشمسية – وهو اللوحات الكبيرة على أسطح المنازل – الشكل الوحيد، هناك عدة أشكال أخرى منها النوافذ السميكة المجزأة أو الطاقة الضوئية المعقدة.
الاستفادة القصوى من الإضاءة الطبيعية القادمة من الشمس:-
ولكي يحدث ذلك لابد من مراعاة الآتي:
- أن يكون بكل غرفة نافذتان موزعتان على حائطين لرؤية أوضح.
- توزيع النوافذ بعناية؛ وذلك للحصول على أكبر قدر ممكن من الضوء.
- تخصيص بعض الفراغات المكشوفة كالأفنية، للسماح بنفاذ بعض الأشعة البنفسجية مع مراعاة عامل الخصوصية.
- أن يراعى في تخطيط الموقع ارتفاعات المباني وبعد المبنى عن الآخر؛ حتى لا يحجب مبنى ضوء الشمس عن مبنى آخر قريبة منه.
- توفير بديل مساعد مثل الإضاءة الصناعية، وتكون بسبب أن الإضاءة الطبيعية غير كافية، والاستفادة منها عند غروب الشمس وحلول الظلام، ولابد أن يُراعى اختيار الضوء الصناعي القريب من الضوء الطبيعي واختيار الأنواع الموفرة في استهلاك الطاقة الكهربائية.
12. تكاليف صيانة منخفضة:
كما ذكرنا سابقًا أثبتت تكاليف التشغيل والبناء المرتبطة بآليات البناء التقليدية أنها تكون مرتفعة جدًا وتتطلب نفس المواد المادية، حيث يسهل التصميم المعماري الأخضر هنا يتم استخدام بعض المواد وتقنيات البناء التي تساعد في تقليص تكاليف التشغيل والتشييد بأكثر من النصف، ويعزى ذلك كله إلى فعاليتها من حيث التكلفة.
يستلزم مبدأ العمارة الخضراء هذا، الحاجة إلى استخدام المنتجات النباتية المتجددة والمعادن المعاد تدويرها والحجر المعاد تدويره من بين المنتجات الأخرى غير السامة، كما تضمن المنتجات المتجددة والقابلة لإعادة الاستخدام أداءً عاليًا مع تقليل تكاليف الصيانة على المدى الطويل في نفس الوقت.
13. الحد من النفايات:
بشكل عام تعمل العمارة الخضراء على زيادة الطلب على تقليل إهدار المياه والطاقة والمواد أثناء البناء وحتى بعده، وعلى هذا الأساس يوفر التصميم المعماري الأخضر طرقًا أسهل لتقليل مقدار هدر المنتج الاستهلاكي الناتج عن شاغلي المبنى من خلال تكامل الحلول في الموقع مثل صناديق السماد ونظام إدارة النفايات الصديق للبيئة، كما يعتني التصميم أيضًا بنهج إعادة تدوير المياه وتوفير الطاقة في البناء لتقليل إهدار المياه والطاقة على التوالي.
يحرص المهندسون المعماريون على تكييف التصاميم بناءً على المواقع الجغرافية للاستفادة الكاملة من الطاقة المتجددة المتاحة، وعلى سبيل المثال يقوم المهندسون ذوو التوجهات الخضراء بتصميم المباني للاستفادة الكاملة من التغييرات الموسمية في موقع الشمس ومصادر الطاقة المتجددة الإقليمية الأخرى مثل الرياح والكتلة الحيوية.
14. جودة البيئة الداخلية:
تعد جودة البيئة الداخلية أيضًا جزءًا من مبادئ العمارة الخضراء، حيث يتضمن تصميم منزل أو مبنى تجاري على أساس المبادئ الخضراء ميزات المساحة الداخلية المريحة مع التركيز على التحكم في درجة الحرارة الطبيعية والتهوية المناسبة واستخدام المنتجات التي لا تنبعث منها مركبات أو غازات سامة، والغرض من هذا المبدأ هو ضمان جودة البيئات الداخلية.
وكذلك استخدام أجهزة داخل المنزل تحد من استخدام الطاقة وتقللها يشكل كبير. كذلك تقليل استخدام الماء سواء في صنبور الاستحمام أو غيره. يدخل في ذلك استخدام غسالات الصحون الموفرة للماء والمجففات التي تقلل الطاقة.
15. استعمال الألوان:
للألوان تأثيرات كبيرة سواء كانت سيكولوجية وفسيولوجية على الإنسان، بجانب أن اختيارك لألوان الواجهة له تأثيرات بيئية ومناخية في البيئة، فاللون الأبيض له القدرة على عكس الإشعاع الشمسي، وهناك بعض الواجهات يكون استقبالها للإشعاع الشمسي أشد تأثيرًا في بعض فصول السنة، فمثلاً الواجهة الجنوبية استقبالها لأشعة الشمس في فصل الشتاء يكون أكبر من الصيف.
وهذا الأمر مهم أن نعرفه ومطلوب حتى نتمكن من الحصول على أكبر استفادة من أشعة الشمس في فصل الشتاء، كما أن الألوان تدخل في التأثير السيكولوجي حال نظرك لبعض المسطحات والأحجام، فهذه المعلومات من شأنها أن تقدم لك يد العون حال تصميمك للعمارة الخضراء والمباني صديقة البيئة.
16. الطابع المعماري:
من مبادئ تصاميم المباني الصديقة للبيئة هي أن يتوافق الطابع المعماري الخاص بها مع البيئة، سواء كانت من الناحية البيئية أو الإجتماعية، فالطابع المعماري ببساطة يعكس صورة الحضارة الإنسانية في كل الأزمنة والعصور ويوضح شخصية المجتمع واتّزان الفرد فيه من الناحية الصحية والنفسية.
بمقارنة المباني الخضراء بالمباني العادية نجد أن المباني الخضراء :
- تحد من استهلاك الطاقة بنسبة ٢٤ – ٥٠ ٪.
- تقلل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة ٣٣ – ٣٨ ٪.
- تقلل من استهلاك المياه بنسبة ٤٠ ٪.
- تقلل من توليد المخلفات والنفايات الصلبة بنسبة ٧٠ ٪.
- تقليل كلفة التشغيل بنسبة ٨ – ٩ ٪.
- تستهلك أقل من ١٠٠ كيلو واط – ساعة/متر مربع سنويًا.
ما هي عيوب المباني الخضراء؟!
1– الموقع:–
بما أن هذه المباني تعتمد على الشمس للحصول على الطاقة، فإنها تحتاج إلى موقع متميز تسهل لأشعة الشمس الوصول إليه وذلك قد يتطلب في بعض الأحيان وضعها في جهة مقابلة للمنازل الأخرى.
2- التوافر:-
المواد اللازمة لبناء هذا المبنى في بعض الأحيان يصبح من الصعب الحصول عليها خصوصًا في المناطق المدنية حيث الحفاظ على البيئة ليس هو الخيار الأول لقاطنيها، لذلك شحن هذه المواد سيزيد من تكلفة المبنى.
3- عدم توافر نظم تبريد الهواء:-
هذه المباني تعمل على الحرارة لتوليد الطاقة، وبالتالي فهي ليست مصممة للمناطق الساخنة لأنها لا تمتلك أي أنظمة لتبريد الهواء، لذلك سوف تكون هناك حاجة لمكيفات الهواء الأمر الذي سيجعل هذه المباني لا تمت بِصلة لمفهوم “صديق للبيئة”.
4-احتياج المباني إلى وقت أطول في بنائها وتصميمها:-
تعتمد تصميمات المباني الخضراء طريقة خاصة تُراعي من خلالها الظروف البيئية المحيطة، وقد تستغرق هذه الطريقة وقتًا أطول من طرق التصميم العادية.
5- تكلفة البناء:-
في الوقت الحالي يحتاج بناء المباني الخضراء إلى تكلفة أكبر من المباني العادية لأنها تعتمد على الكثير من المواد الطبيعية منها ما قد لا يتوافر في كل الأوقات و الأماكن.
نماذج للعمارة الخضراء:
- مكتبة الأسكندرية في مصر.
- كلية أمهيرست بالولايات المتحدة.
- برج ريفوما بالمكسيك.
- مستشفى صن شاين كوست الجامعي في أستراليا.
- ون سنترال بارك (سيدني ، أستراليا ).
- مبنى بكسل (ملبورن ، أستراليا).
- منتجع وايت بو إيكو في سويسرا.
- سوزلون ون إيرث في الهند.
- مركز فانكوفر للمؤتمرات في كندا
- برج شنغهاي في الصين.
- مركز البحرين التجاري العالمي.
الخلاصة:
أخيرًا تعد الأهداف الرئيسية من العمارة الخضراء هي المساهمة في جعل الأرض أكثر استدامة والمساعدة في الحفاظ على كافة مصادر البيئة.
هذا هو الهدف الذي بات الآن من الضروري أن نتوجه إليه، وخاصة بعد التغيرات المناخية التي يشهدها العالم والتي تهدده بالانهيار والتي يقام من أجلها مؤتمر للمناخ كل عام.
تمت كتابة المقال بالاستعانة بالمراجع الآتية:-
شاهد أيضًا:
7 معلومات تهمك عن أنظمة إنذار الحريق